الحفاظ على الصحة النفسية أثناء متابعة الحرب على غزة

في جلسة إشراف مع زملاء أطباء ومعالجيين نفسيين أثار أحدهم شكوى بعض المرضى من أعراض نفسية بسبب الحرب على غزة وتناقشنا في تأثير الأحداث علينا، واحدة من الشكاوي المتكررة للمرضى هي الإحساس الشديد بالذنب بسبب التواجد في مكان آمن لا يتعرض للقصف ووفرة المأكل والمشرب، بالأضافة إلى الإحساس العام بالعجز وأتفقنا على أن الأحساس بالعجز مشترك بيننا وبين المرضى.

أتفقنا على أنه من المهم أن ندرك أن ما يحدث هو إبادة جماعية للفلسطينيين بقطاع غزة، وأننا نرى حدث جلل له توابع اجتماعية وسياسية تاريخية وبالتالي سيكون له أثار نفسية عميقة طويلة الأمد.

أحدى المعالجات ذكرت سيرة فيكتور فرانكل الطبيب النفسي الناجي من المحرقة النازية ومؤسس مدرسة العلاج بالمعنى، وأن فلسفته الوجودية الإنسانية قد تكون مرجع جيد لفهم ردود الأفعال الغير طبيعية للأوضاع الحالية الغير طبيعية.

وأنا أعتقد من ناحية عملية فإن الإحساس الشديد بالذنب غير مفيد لمن في غزة أو للقضية، وأضافت أحدى الزميلات أننا بإمكاننا تحويل مشاعرنا بشكل ناضج عن طريق الإيثار (التبرع لمنظمات الإغاثة) أو التعلية النفسية حيث بإمكاننا مناهضة الاحتلال عن طريق تثقيف أنفسنا عن تاريخ القضية وقصص الفلسطينيين والحديث معهم والكتابة ودعم حركات المقاطعة وغيرها من طرق الاحتجاج السلمي في الدول العربية أو الغربية.

تكلمنا عن النصائح الممكن إعطائها لتقليل وطأة ما يحدث وهي كلها نصائح بديهية الحقيقة:

  • يحاول أحد الزملاء عدم متابعة الأخبار قبل النوم وتحديد ساعة أو ساعتين محدد لمتابعتها
  • أنا لم أنجح في تخصيص يوم أجازة من متابعة الأخبار لكني أحاول
  • أتفقنا على أنه من السهل تجنب مشاهدة فيديوهات الحرب تماماً (شاهد الصور أو قراءة الأخبار التي توصف ما يحدث)، لكن تطبيق ذلك صعب على بعض المنصات كتيك توك.
  • تجنب نشرات الأخبار الحية ذات التغطية المستمرة
  • التحلي ببعض القدرات البسيطة للتدقيق ونقد ما نرى على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة، جهات الصراع فيها من يريد إحداث ردود أفعال نفسية قوية والتلاعب بالمشاعر وبالتالي فرض سرديته، وفي نفس الوقت المنصات تستفيد من الإحتقان بسبب زيادة مشاهدة الاعلانات.

من خارج جلسة الإشراف، قام بعض الزملاء بمحاولة نشر معرفتهم الدقيقة في هذا المجال عن طريق فيديوهات عن تقديم الدعم النفسي الاجتماعي في وقت الأزمات وأنا بدأت أن أسمع عن بعض المبادرات لمساندة الزملاء في الأرضي المحتلة في عملهم أو تقديم دعم نفسي مباشر للمتضررين من الكارثة، على أي حال من الأفضل متابعة المنظمات والجمعيات الموجودة على الأرض والتعاون معها إن أمكن: