🔗 يا هر فارقتنا ولم تعد
This bookmark is very old and the link may no longer work. Try this archived link from the Internet Archive:
🗃️ https://web.archive.org/web/*/http://zahidabdulfattah.maktoobblog.com/1600274/1600274/
أبو بكر الحسن بن علي المعروف بابن العلاف الضرير النهرواني، المتوفى سنة 318 عن مائة عام،
يا هِرُّ فارقتنا ولم تعُدِ … وكنت عندي بمنزل الولد
فكيف ننفك عن هواك وقد … كنت لنا عُدةً من العُدد
تمنع عنا الأذى وتحرسنا … بالغيب من خُنفس ومن جُرد
وتخرج الفأر من مكامنها … ما بين مفتوحها إلى السدد
يلقاك في البيت منهم مددٌ … وأنت تلقاهم بلا مدد
لا عددٌ كان منك منفلتاً … منهم ولا واحد من العدد
لا ترهب الصيف عند هاجرةٍ … ولا تهاب الشتاء في الجمد
وكان يجري ولا سداد لهم … أمرك ما بيننا على السدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا … ولم تكن للأذى بمعتقد
وحِمت حول الردى بظلمهم … ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعداً … وأنت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئداً … وتبلع الفرخ غير متئد
وتطرح الريش في الطريق لهم … وتبلع اللحم بلع مزدرد
أطمعك الغي لحمها فرأى … قتلَك أصحابُها من الرشد
حتى إذا داوموك واجتهدوا … وساعد النصر كيد مجتهد
كادوك دهراً فما وقعت وكم … أفلت من كيدهم ولم تكد
فحين كاشفت وانتهكت وجا … هرت وأسرفت غير مقتصد
أذاقك الموت من أذاق كما … أذقت أطياره يداً بيد
كأنهم يقتلون طاغية … كان لطاغوته من العُبُد
فلو أكبّوا على القرامِطِ أو … مالوا على زكرويه لم يَزد
صادوك غيظاً عليك وانتقموا … منك وزادوا ومن يَصِد يُصَد
ثم شفوا بالحديد أنفسهم … منك ولم يرعووا على أحد
ولم تزل للحَمام مرتصداً … حتى سقيت الحِمام بالرصد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما … لم ترث منها لصوتها الغرد
أذاقك الموت ربهن كما … أذقت أفراخه يداً بيد
كأن حبلاً حوى بحوزته … جيدك للخنق كان من مسد
كأن عيني تراك مضطرباً … فيه وفي فِيكَ رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاص منه فلم … تقدر على حيلةٍ ولم تجد
فجُدت بالنفس والبخيلَ بها … كنتَ ومن لم يَجُد بها يَجِد
فما سمعنا بمثل موتك إذ … مت ولا مثل عيشك النكد
عشت حريصاً يقوده طمعٌ … ومتَّ ذا قاتلٍ بلا قَوَد
يا من لذيذ الفراخ أوقعه … ويحك هلا قنعت بالغدد
أردت أن تأكل الفراخ ولا … يأكلك الدهر أكل مصطيد
هذا بعيدٌ من القياس وما … أعزه في الدنو والبعد
لا بارك الله في الطعام إذا … كان هلاك النفوس في المِعد
كم دخلت لقمةٌ حشا شرهٍ … فأخرجت روحه من الجسد
ولم تكن لي بمن دهاك يدٌ … تقوى على دفعه يد الأبد
ولا تبيّن حشْو جلدك عن … د الذبح من طاقةٍ ومن جَلِد
عشنا بخير وكنت تكلؤنا … ومات جيراننا من الحسد
ثم تقلّبت في فراخهم … وانقلب الحاسدون بالكمد
قد انفردنا بمأتمٍ ولهم … بعدك بالعُرس أي منفرد
ما كان أغناك عن تسلقك ال … برج ولو كان جنة الخلد
قد كنت في نعمةٍ وفي سعةٍ … من المليك المهيمن الصمد
تأكل من فأر بيتنا رغداً … وأين بالشاكرين للرغد
قد كنت بددت شملهم زمنأ … فاجتمعوا بعد ذلك البدد
وفتّتوا الخبز في السلال فكم … تفتّتت للعيال من كبِد
فلم يبقّوا لنا على سَبَدٍ … في جوف أبياتنا ولا لَبَد
وفرّغوا قعرها وما تركوا … ما علّقته يدٌ على وَتِد
ومزّقوا من ثيابنا جُدداً … فكلّنا في مصائب جدد
فاذهب من البيت خير مفتقدٍ … واذهب من البرج شرّ مفتقد
ألم تخف وثبة الزمان وقد … وثبتَ في البرج وثبة الأسد؟
أخنَى على الدار فيه بالأمس … ومن قبلها على لُبَد
ولم يدعْ في عِراضها أحداً … ما بين عَلياشها إلى السَّند
إن الزمان استقاد منك ومن … يسلم لغير الزمان يستقد
فإن رماك الردى بحادثةٍ … فما على الحادثات من قود
عاقبة البغي لا تنام وإن … تأخّرت مدّة من المُدَد
من لم يمُت يومه غدَه … أو لا يمُت في غدٍ فبعد غد
والحمد لله لا شريك له … فكل شيءٍ يرى إلى أمد