أبو بكر الحسن بن علي المعروف بابن العلاف الضرير النهرواني، المتوفى سنة 318 عن مائة عام،
يا هِرُّ فارقتنا ولم تعُدِ … وكنت عندي بمنزل الولد
فكيف ننفك عن هواك وقد … كنت لنا عُدةً من العُدد
تمنع عنا الأذى وتحرسنا … بالغيب من خُنفس ومن جُرد
وتخرج الفأر من مكامنها … ما بين مفتوحها إلى السدد
يلقاك في البيت منهم مددٌ … وأنت تلقاهم بلا مدد
لا عددٌ كان منك منفلتاً … منهم ولا واحد من العدد
لا ترهب الصيف عند هاجرةٍ … ولا تهاب الشتاء في الجمد
وكان يجري ولا سداد لهم … أمرك ما بيننا على السدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا … ولم تكن للأذى بمعتقد
وحِمت حول الردى بظلمهم … ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعداً … وأنت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئدا …