جهاز سي-فاست
.تحذير! التدوينة قديمة جداً وقد تحتوي على معلومات أو أراء لم تعد دقيقة أو محرجة
رجل الأعمال الأنجليزي ال باع جهاز فشنك للكشف عن القنابل أتحكم عليه بثلاث أحكام منها النصب.
الإحتيال كان على مستوى عالمي، الجهاز تم بيعه لقوات أمن في بلاد كتيرة. وأهم مكان أتباع فيه كان العراق ال زودت كل كمين أمني به، أتقتل 1000 عراقي في عام 2008 و 2009 من الإنفجارات في العراق لوحدها. قوات الأمن كانت تستخدام هذا الجهاز الفشنك للتأكد من عدم وجود متفجرات. لكنه كان يعطي الأمن إحساس كاذب بالأمان.
العراق أنفقت 85 مليون دولار على شراء الجهاز وال سرب للإعلام أن الجهاز لا يعمل هو مساعد رجل الأعمال، وأغلب النفقات التي دفعتها العراق كانت رشاوي للمسؤولين.
الجهاز مزود بأريل ولا يوجد به أي إلكترونيات والمفروض ان هذا الأريل يتأرجح نحو مكان المتفجرات.
المهم أن الآن الجيش المصري تحت قيادة المجلس العسكري في 2011 أدعى بأنه طوّر جهاز مماثل يستطيع الكشف عن فيروس سي، لا نعلم أن كان هو نفس الجهاز الفشنك أم لا (لكن من وصفه فهناك تشابه كبير بين الأثنين)ولم ينشر أي من الباحثين أي ورقة بحثية في أي دورية علمية بهذا. الحقيقة أنهم حاولوا نشر هذا الكلام لكن رفضت دوريتين علميتين الورقات البحثية في مرحلة المراجعة من الأقران (وهي طريقة لمراجعة أي ورقة بحثية مقدمة لضمان أن طرق البحث صحيحة وأن ما يقدم هو متسق أيضا مع ما يعتبر علمي وليس به أخطاء وتتم المراجعة بشكل أعمى أي لا يعلم المراجع من يقوم بالدراسة ولا يعلم الباحث من سيقوم بالمراجعة).
الشيئ الوحيد الذي وصل إليه هذا "الإبتكار" هو براءة إختراع، وهذا ليس دليل على شيئ.
نشرت الجارديان تحقيق عن الجهاز ووصفته بأنه أبتكار مصري ومنقسم حوله العلماءوهو ما أثار جدل شديد وتحفظ العديد من الباحثين بهذا الوصف الغير دقيق لأن لا أحد من العلماء منقسم عن إن كان يعمل أم لا، فالجهاز لم يثبت بشكل علمي من أنه فعال حتى يتجادل حولة العلماء. مما جعل الجريدة تقوم بتعديل العنوان ونشر أكثر من رد من باحثين مختلفين متشككون من صحة وفعاليته. ووصف بأنه لايختلف عن العصيان التي كانت تستخدم من قبل الدجالين في أوروبا في القرن الخامس عشر وما بعده للبحث عن المعادن أو المياه الجوفية في ما يسمى بالتغطيس.
عندما تعالت أصوات الإستنكار من التحقيق في جريدة الجارديان كان هناك البعض يدافع عن هذا الإبتكار الفشنك في التعليقات للجريدة وعلى تويتر تحت دعوى أنه أبتكار مصري وأن الغرب لا يريد لنا التقدم وإلخ من هذه الإسطوانة المشروخة.
لا أعلم إن كان يتم أستخدام هذا الجهاز بالفعل أم لا، لا أعتقد أنه يتم أستخدامة لكن هناك أموال تصرف على تطويرة وهو أمر محزن ومريب. ما نعرفه جميعا أن المجلس العسكري المسؤول عن سحل ودهس وتعذيب المواطنين وسوء إدارة البلاد في عام ونصف وإلتهامة نسبة كبيرة من الإقتصاد المصري بدون أي محاسبة أو رقيب يجب أن نقلق من أي إدعاء له وخاصة في مجال لا يفقه فيه أي شيئ.
الموضوع ليس به رأي و رأي آخر كالعادة، إما أن يدلل الباحثون التابعون للجيش عن عمل ذلك الشيئ فعلا، ام يتوقف فورا إهدار الأموال على البحث وتطوير هذه الخزعبلات.
نسبة مرض التهاب الكبد الوبائي من الفيروس سي عالية جدا في مصر و سبب إنتشارها في الأساس هو التدخلات التي قامت بها وزارة الصحة في الثمينينات لعلاج الناس من البلهرسيا بحقن غير معقمة وبسبب الإهمال الطبي في بعض الأماكن أثناء نقل الدم والعمليات الجراحية والغسيل الكلوي.
يمكن أن من حظنا أننا لسنا كالعراق أمنيا ولا توجد تفجيارت لكن لدينا مشاكل صحية جسيمة. و لكننا نأتي من جديد و نعرض حياة المرضى والأصحاء للخطر بوهم كاذب وعلم كاذب غير فعال لنشعر بفخر وطني كاذب أيضًا.
(نشرت أول مرة على موقع نوتة)