من أسبوعين كنت في السوق بأشتري خضار وهناك شفت عربية بطيخ، جه على بالي رمزية البطيخ الأيام دي، وسرحت في شكل عربية البطيخ ال هو ثابت على مر العصور (ما عدا سعره)، العربية الكارو ورصة البطيخ وصاحبها منظر مصري ثابت زي الصور في الكروت البوستال وهنا أفتكرت الصديق ألف دائماً بيرسل لنا بطاقات بريدية من كل مكان بيروحه وأنا مش ببعت له حاجة، وبسبب رمزية البطيخ ولأنه عايش في ألمانيا فكرت أبعت له كارت مرسوم عليه بطيخ. أستأذنته قبلها ورسمت على كارت بوستال فاضي معمول للرسم عليه بألوان المياة كنت أشتريته من 13 سنة وكان نفسي أستغله وأرسم عليه وأبعت رسمتي.

⬅️ سألته عن حيرتي الدائمة، هل الأفضل أشتري بطيخة كاملة (غالية وبتحتل التلاجة) ولا قطع صغيرة من سوبرماركت أفرنجي؟ ولسة منتظر الرد.

رسمت البطيخ بالرصاص وبعدين لونت الرسمة بألوان المياة وبعدين حددت كل حاجة بالحبر الأسود وكتبت العنوان ونزلت مكتب بريد المعادي وهناك دلوني على شباك 19 علشان أشتري طوابع بريد، أتخضيت من أن ثمن الطوابع المطلوبة لإرسال جواب خفيف لأوروبا .. 80 جنيه مصري! المهم لزقت الطوابع وسألته الصندوق فين قال لي ما فيش صندوق خلاص وأن هو بياخد الكارت أو الجواب وكده خلاص. حسيت بالإحراج شوية لأنه هايشوف أنا راسم وكاتب أيه، على أي حال هو طبعاً قعد شوية يتأكد أن أنا عارف أنا بعمل أيه وأن أنا مش عاوز الكارت داخل ظرف أو أن أنا يمكن أكون متلخبط وعاوز جواب بعلم وصول أو بريد سريع، في الآخر فهم أنا عاوز أيه والمشوار تم.

ألف فكرني بموقع كنت عملت عليه حساب زمان في 2005 أسمه بوستكروسنج وهو موقع لتبادل البطاقات البريدية ما بين المشتركين حول العالم، وقتها أشتركت وبعت 3 أو 4 كروت ووصلني يمكن نفس العدد (أو أقل) وبعدين أنشغلت وحسابي أتقفل بسبب عدم نشاطي على الموقع. عملت حساب تاني من 10 أيام طلبت من الموقع أني عاوز أبعت كارتين وأداني عنواين وأسامي شخصين واحد في ألمانيا وواحدة في بلجيكا.

أندهشت أن الموقع لسه موجود أصلاً لأنه غير هادف للربح ومافيش سبوبة من ورا الهواية دي، وأنه ما حصلوش التحول الخرائي ال عمال يحصل لمواقع الويب و لسه فيه ناس بتبعت كروت لبعض، أنبهرت بصور بعض الكروت ال الناس عملاها على أيديها وأتمنيت أني أكون سعيد الحظ ويوصل لي كارت مشابه.

الحاجة الصعبة ال واجهتها هي أني ألاقي بطاقات بريدية مطبوعه جاهزة، حاجة نادرة دلوقتي بالذات بعيد عن الأماكن السياحية، في مكتبة ديوان لقيت كروت معايدة عليها رسومات للأهرامات ونخل معمولة بطريقة التطريز، خيوط ملونة على ورق مقوى عملاها فنانة أسمها سلوى على أديها، أشتريت كارتين وقررت أني أحول الكارت لكارت بوستال بأني أقطعه الجانب ال خالي من الرسم.

كتبت العناوين والأسامي ورسالة تحية لكل شخص وتاني يوم قررت أني وأنا راجع من الشغل أعدي على مكتب بريد حلوان أبعت الكارتين، وفعلاً وأنا في حلوان طلبت توك توك يوصلني لمكتب البريد ودخلت وكان زحمة جداً، مليان سيدات في منتصف العمر بيعملوا أو بيستلموا كروت ميزة البنكية علشان مصالحهم في مكاتب حكومية تانية مش هاتمشي منغير ما يدفعوا تمنها بكارت بنكي لأن المصالح الحكومية رافضة التعامل بالعملات الورقية!

بعد ما وقفت في الطابور 30 دقيقة وصلت لموظفة الشباك قالت لي لأ الطوابع عند الشباك ال قبلها، رحت وقفت 10 دقائق تاني والموظف ما فهمش خالص أنا عاوز أيه، وفي الآخر قال لي ما عندناش طوابع بالمبلغ المطلوب (80 جنيه) علشان ترسل الكروت لأوروبا. قلت خلاص معلش ولقيت على خرائط جوجل مكتب بريد تاني في حلوان قريب من محطة المترو ومكتوب أنه مفتوح، رحت المكان المحدد ولقيت أنه مغلق من زمان واليافطة متشالة ومكانش فيه غير سواقين توك توك بيتخانقوا مع بعض بالسكاكين.

قررت في النهاية أني أرجع مكتب بريد المعادي وأشتريت الطوابع من شباك 19 وأرسلت الكارتين من عند نفس الموظف.

ملحوظة 1: الكارت الأول وصل بعد 10 أيام بس!

ملحوظة 2: أكتشفت في الرحلة مع البريد أننا في مصر عندنا نظام جديد للأرقام البريدية، أنبهرت بالموقع الحقيقة بتدخل عليه وعن طريق الخريطة بيظهرلك رقم من سبعة أرقام والرقم مرتبط بعدد صغير من المنازل أو العناوين، بكده لو معاك الرقم يبقى أنت على بعد 50 متر بالكتير من العنوان ال انت عاوز توصل له، حتى عناوين المدن الجديدة لها أرقام بريدية، حاجة مبهرة ولكن الموقع محجوب للزائرين من خارج مصر!

ملحوظة 3: أكتشفت أن في 2018 محافظ الجيزة منع بيع البطاقات البريدية بدون ترخيص، وأصدر قرار بتشكيل لجنة لإصدار تراخيص كارت بوستال وطالب الترخيص لازم يكون فوق ال18 سنة ومن أبناء محافظة الجيزة ويعرف القراءة والكتابة ويجتاز كشف لياقة طبية 😮

هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات تحدي 150x150 — التدوينة 37 من 150